بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد:
مرحباً بكم مجدداً أخوتي وأخواتي ومتابعةً لموضوع كن أنت نفسك فقد وصلت معكم إلى قول الكاتب:
أنه نتيجة لرغبتك في إرضاء الآخرين والإحساس بأنك مرغوب فقد تعلمت وتبنيت استراتيجيات في السلوك صممتها لتحصل على ما تحتاج من الإستحسان وأصبحَت كأدوار تلعبها أو أنماط من الشخصية تمثلها بشكل شعوري أو غير شعوري.
عند عرض هذه الأنماط قد تلاحظ جزءاً من نفسك يمثل بعضها، هناك أيضاً بعض القواعد لكسر هذه الأدوار والبدء في التعبير عن الذات التي دفنت بالداخل.
1_الممثل:
هذا الشخص أعطي الكثير من الحب مقابل التمثيل والتصنع وقيامه بالأشياء الجيدة عندما كان طفلاً، فهو الآن يحاول أن يكون متناسباً مع توقعات الآخرين وأحياناً يفرض على نفسه توقعات عالية أعلى ما يقدر عليه يحس أنه منضغط وأن ليس هناك وقت للراحة ولا يستطيع تقبل الضعف والعفوية منه ومن الآخرين، ولديه شعور دفين بالخوف من الرفض تدفع سلوكه فهو بشكل عام يشعر أنه مسئول عن كل شيء.
يحتاج هذا الشخص لأن يهدأ ويسترخي ويحصل على إجازات ويعلم أن بإمكانه أن يكون محبوباً حتى عندما لا يمثل.
2_الإنتقادي:
هذا الشخص مشغول جداً بإيجاد اخطاء الغير والتحدث عنها، وغالباً يكون ساخراً بطبيعته، هذا الإنسان قد يكون كارهاً لجزء من نفسه ويسقط هذا الشعور على الآخرين، ومهما خاف حكم الآخرين عليه وتقييمهم له فهو سريع الثأر بمنظومة من الإنتقادات لمن يفعل معه ذلك، هذا الشخص قادر على تهدئة شعوره بالنقص عن طريق إثبات مظاهر النقص لدى الآخرين.
عليه أن يرى نفسه في كل من يحكم عليهم وينتقدهم يتخيل نفسه في خطواتهم، يبحث عن طريقة في كونه يشبهم، ثم بعد ذلك يقوم بمسامحة ذاته ومسامحتهم على عدم حصول الكمال لأي منهم.
ما يكرهه الشخص الإنتقادي في نفسه هو ما سيجده وينتقده في الآخرين.
3_المتباهي:
هذا الشخص يعوض عن نقص في مفهوم الذات عن طريق تضخيم الحقيقة والتفاخر دائماً بينما هو ينمو تعلم أنه كي يحصل على الإنتباه عليه أن يضخم الحقيقة وأن يضعها في إطار مسرحي، وهذا الشخص لا يخطط للكذب ولا يتعمده فالأمر يحدث معه أوتماتيكياً، لا يمكنه أن يثق بالحب المعطى له لأنه من الداخل يعرف أنه يكذب أو على الأقل لا يقول الحقيقة كما هي، وبقدر مايقترب منه الآخرون بقدر ما يكون غامضاً ودفاعياً، وبقدر اهتمام الأخرين به تكون ثقته بهم أقل.
يحتاج هذا المتباهي للتدريب على أن يكون دقيقاً فيما يقول ويتعلم كيف يثق من جديد في نفسه وفي الآخرين وأن يثبت في المبدأ والأمانة، وأن تكون متساهلاً معه في تقبل أكاذيبه فهذا لن يجدي نفعاً.
4_الضحية:
هذا الإنسان جرح بعمق في عمر مبكر وتلقى الكثير من التعاطف بسبب ذلك، الإنسان الضحية يشعر أنه غير مستحق للحب مالم تقدم ذلك حادثة أو مأساة أو على الأقل إخباره لمأساة قديمة، أو ربما يخلق عرضاً مسرحياً جديداً وقد ينخرط في طريق المرض للحصول على بعض الحب، يشعر غالباً أنه عديم القوة ويرفض تحمل المسؤليات في حياته، ويحاول أن يتحكم في الناس عن طريق إشعارهم بالذنب، وإلى حد لا شعوري يحاول الآخرين إرضاء الضحية وإسعاده .
هذا الإنسان عليه أن يتعلم كيف يدعم قوته الشخصية عن طريق تحمل مسؤلية حياته وعليه أن يحل غضبه المكبوت لفتره طويلة وأن يتدرب على مسامحة الآخرين.
5_الشخص المحبوب:
دائماً مزاجه جيد وموافق على أي شيء له صداقات وعلاقات جيده، تعلم باكراً في طفولته أن الموافقة وعدم الإعتراض تجلب المكافأة والإحتواء من الآخرين، فهو دائماً يخضع لأي قانون بدقة ميكانيكيه، يقول نعم دائماً ولا يغضب أبداً ويتكيف ولا يضع أي عائق، على السطح يبدوا أنه سعيداً وكجزء من المجموعة لكنه من الداخل يشعر بفراغ كبير وهو وحيد جداً ويخاف أن يكون نفسه وليفعل ما يريد فهذا يعني المخاطرة، وبهذا يكون قد فقد الإتصال بما يريده فعلاً وبمن هو في الحقيقة، مع أنه فعل كل شيء بشكل صحيح لكنه في الداخل وبسرية يشعر بأنه متحكم به ومخدوع ويشعر بالملل، لا يستطيع أن ينفتح ليفصح عما بداخله خوفاً من أن يظهر للناس أنه ليس طيباً كما يتصورون، بكونه طيباً فقد استطاع بنجاح أن يكبت تميزه وأصبح شخصاً مجهولاً بالنسبة لنفسه.
عليه أن يتدرب على أن يقول (لا) وأن يعبر عن غضبه وعليه المخاطرة بعدم إظهار الشخص الطيب جداً وأن يرى أن الآخرين لن يحبونه فحسب إنما سيكونون أقرب إليه لأنه الآن إنسان حقيقي أكثر.
6_الشخص المتمسك بدور البر بالذات:
هذا الشخص يميل دائماً لأن يظهر على صواب مهما كلفه الأمر من أجل الحصول على الحب لأنه تبرمج في طفولته أنه عندما يكون على خطأ فإن الناس لن يحبونه ولذلك فهو لا يستطيع أن يعترف بخطأه أبداً لأنه سيفقد الحب وهذا مؤلم جداً بالنسبة له، بر الذات هذا يعني أن الشخص يحاول أن يجعل غيره خاطئاً حتى يكون على حق ولديه دائماً سبب منطقي لأي شيء يقوم به، ولكن لا تحاول أن تخوض مناقشة مع هذا الشخص لأنها ستبدوا وكأنه يعطيك محاظرة موضوعها"لماذا انت مخطئ وأنا على حق"!
هذا الشخص عليه أن يتدرب على قول أنا آسف ولو كان لديه عذر واضح لخطأه، فالتبرير طريقة مفضلة لتفادي الشعور بالذنب، وليعلم أن الناس سيحبونه حتى ولو كان مخطئاً.
7_الشخص الغاضب:
هذا الشخص يشعر بأنه خدع من قبل الحياة وباستمرار يحاول الخلاص فهو يمشي بشظايا على أكتافه وبالنسبة له فإن الغضب حماية ووقاية، هو يشعر بالنقص وللتعويض على ذلك الشعور فهو يرفض أن يكون مرضياً بشكل كاف من العالم الخارجي ولا شيء يمكن أن يسعده، ويشعر بإحباط ولا ينسى بتاتاً أي ظلم وقع عليه يفرح جداً بعيوب الآخرين وفشلهم ويصبح مزاحماً في ذلك، هذا الشخص عالق في مشاعر الغضب واللوم كغطاء لشعوره بالنقص والآمه.
عليه أن يتعلم أنه محبوب حتى لو كان في شخصيته أوجه ضعف، ويجب أن يتدرب على فنية رسالة الحب والتسامح، ومن خلال حب الآخرين والصفح عنهم سوف يشعر بالحب والتسامح حقاً تجاه نفسه.
8_المنافق:
هذا الشخص لعب أدواراً كثيرة فلم يعد يعرف اي واحد منهم ينطبق عليه في الحقيقة، فهو يتصرف اعتماداً على الدور الذي يستقبله منه الآخرون، وهو خبير في ترك انطباعاً حسناً لدى الآخرين عنه حتى يكون محبوباً لذلك فهو لا يخاطر بالجدال، هذا الشخص لم يشعر قط بالتقدير لكونه نفسه أثناء فترة النمو لذلك قرر فعل ما يفعل كي يحصل على الحب، وأن يكون مايريده الناس أن يكون عليه.
فهو إذاً لا يستطيع أن يثق في حب أياً كان لأنه يعرف أنه منافق وأن الناس لا يعرفون حقيقته.
9_الخجول:
هذا الشخص يخاف انتقاد الناس وتقييمهم له كفاشل ولديه ثقة منخفضة في أنه قد يكون محبوباً من الآخرين، فقد تعلم أن الناس سيحبونه تحت ظروف خاصة وإذا كانت هذه الظروف غير موجودة فهو يخاف رفضهم له، قد يكون مشهوراً بمواهبه وإبداعاته لكنه خلف الكواليس خجول وغير آمن.
هذا الشخص عليه أن يتعلم المغامرة ويتدرب على إدراك خطر ما وأن يمثله حتى يبني الثقة بنفسه ويتخلص من خوفه من الآخرين، عليه أن يخرج كثيراً ويتعلم الثقة في نفسه وفي الآخرين من جديد.
10_المتفاخر بالمال:
هذا الشخص يتلمس التعويض عن افتقاره إلى تقدير ذاته عن طريق امتلاك أشياء كبيره آملاً أن ذلك سيجذب إليه الإنتباه والإهتمام الذي يحتاجه بشدة، بالنسبة له فإن المال هو رمز الحب وبدونه فإنه يخاف أن يخسر الحب هو لا يستطيع أن يطلب الحب لكنه يحاول شراءة، لا يستطيع مشاطرة مشاعرة مع الآخرين مباشرة لكنه يفعل ذلك عن طريق إعطاء منح أو هدايا، لذلك فهو يشعر بأنه لا يستحق الحب الذي يحصل عليه لأنه لم يكن لذاته بل من أجل عطاياه ومادياته.
على هذا الإنسان أن يتدرب على اقتسام مشاعره مجاناً وأن يسمح للآخرين أن يروا من هو فعلاً من الداخل وعليه أن يعمل على صورته الداخلية وأن يهدئ من صورته الخارجية وبذلك سيتعلم أنه يمكن أن يكون محبوباً لذاته ليس لما يعطي أو يفعل.
11_الوحيد:
هو الإنسان الذي يحكم دائماً بعدم حاجته للآخرين أثناء نموه لم يحصل على الحب والإهتمام الذين يريدهما في بعض الجوانب، لذلك قرر أنه لا يحتاج إليه.
هذا الإنسان تعلم الإكتفاء الذاتي من الداخل فهو حساس بشكل مذهل لأنه جرح عدة مرات، تعلم أن ينفصل عن مشاعره وحتى يشعر بنفسه فإن ذلك سيكون مؤلماً جداً، ينادي بفخر (أنا لا أحتاجك) وذلك لأنه لايعبر عن حاجاته بوضوح، هو محبط باستمرار ومجروح في علاقاته، بالنسبة له فإن الحاجات علامة على الضعف والخيار الأبسط في نظره هو تجنب العلاقات والعيش وحيداً، كلما شعر بحاجته أكثر كلما انفصل وانسحب وهذا يدفع بالحب الذي يحتاجه بعيداً جداً.
هذا الإنسان عليه أن يتعلم تقاسم حاجاته وأن يظهر دموعه وأن يعلم أن الحاجات ليست كلمة قذرة وأن يجد أشخاصاً في الحياة يستطيعون إشباع حاجاته للحب والتقدير.
_إذا فما ما مدى نجاحك في إخفاء ذاتك؟
أعط نفسك درجة من واحد إلى خمسة لكل واحدة من أنماط الشخصيات السابقة:
الرقم (1) يدل على أنك تقوم بذلك الدور في النادر.
الرقم (2) يدل على أنك تلعب الدور غالباً.
الرقم (3) يدل أنه ينطبق عليك تماماً.
وحتى تصبح هذه الأنماط مألوفة لديك تخيل أفراد أسرتك وأصدقائك وأعطهم التقديرات لتكن قادراً على تخيل هذه الأنماط، كلما كنت قادراً على ملاحظة هذه الصفات في الآخرين كلما كنت قادراً على رؤيتها بشكل جيد في نفسك وكنت قادراً على تغييرها.