أعراسنا وفسحة اللهو:

بسم الله الرحمانِ الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من
واقعية ديننا الحنيف أنه شرع من الأحكام ما يتفق مع طبائع النفوس على ما
فطر الله عليه بني آدم، ومن ذلك أن الإنسان يميل إلى اللهو واللعب بين
الحين والحين، والنفس إن حملت على الجد جملة ملَّت، وربما انقطعت، ومن
الحكمة ما قاله سيدنا علي رضي الله عنه : أجموا هذه القلوب وابتغوا لها
طرائف الحكمة فإنها تمل كما تمل الأبدان .. ومن الفسح التي وهبها الله لعباده
الفسح التي تقع في الأعراس فيكون فيها شيء من اللهو والغناء المباح الذي
لا يخرج عن آداب الشرع ولا يتنافى مع مقاصده في الحياة، ولم يزل ذلك معروفا
منذ الصدر الأول لهذه الأمة ، بل حتى في عهد النبوة فعن عائشة رضي الله
عنها : أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار فقال نبي الله صلى الله عليه و
سلم ( يا عائشة ما كان معكم لهو ؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو )، وعن ابن
عباس، قال: أنكحت عائشة ذات قرابة لها من الأنصار، فجاء رسول الله صلى الله
عليه وسلم، فقال: «أهديتم الفتاة؟» قالوا: نعم، قال: «أرسلتم معها من
يغني» ، قالت: لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الأنصار قوم
فيهم غزل، فلو بعثتم معها من يقول: أتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم ..

لكن
بين فسحة اللهو والغناء التي أباحها الشرع في هذه المناسبة وبين التفسخ
الحاصل في أعراسنا إلى الحد الذي ترتكب فيه الموبقات ويكاد يكفر فيها بالله
فرق كبير.. فترى في أعراس المسلمين اليوم مظاهر يندى لها الجبين من اختلاط
بين الرجال والنساء ..مع كشف النساء لما أمر الله بستره ..ووصولا إلى
الجلب الخمور وشربها في لياليها .. وحدثوني عن بعض العرسان وقد دخل على
عروسه سكرانا .. ثم لا تنسوا ما يشاع في أغلب الأعراس ـ إلا ما ندر وشذ ـ
من غناء يدعو إلى الرذيلة ويحذر من الفضيلة ويهدم أصول الإيمان ويأتي على
ما تبقى من القيم بين الناس ... وفي الأسبوع الماضي كان في شارعنا عرس
..ورفع الغناء بمكبرات الصوت إلى وقت متأخر من الليل والتي لم تدع أحدا
ينام لا مريضا ولا صغيرا ولا كبيرا .. وهو تصرف يجلب على أصحابه الويل
ودعوات الصالحين .. وأنا لا أفهم لماذا يستعدي الشاب المقبل على الزواج في
عرسه الصالحين من الناس فبدل أن يدعوا له بالخير والبركة يدعون عليه بما
يعجز اللسان عن نطقه .. ثم لماذا يرضى الزوج والزوجة بأن يحصل هذا في
عرسهما فيأسسان لبيت قاعدته الأولى معصية الله والخروج عن نهجه .. ثم إذا
وقعت المشاكل بعد ذلك ووقع المكروه ..قيل من أين جاءنا هذا؟؟.. وفي الأمثال
العربية : على نفسها جنت براقش.. ومن الحكم الإسلامية : من صحت بداياته
صحت نهاياته .. ومن فسدت بداياته فسدت نهاياته .. ومن كلام رب العالمين :
(أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا
جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين)

فأسسوا بناءكم على قاعدة تقوى الله وطاعته ولا تبالوا بما يقول الناس ... وأملوا بعد ذلك خيرا وبركة وذرية طيبة ورزقا حسنا ..

شكرااا على هذا الموضوع
فغعè-_-

مواضيعك سهل على القلوب هضمها

و على الأرواح تشربها

تألفها المشاعر بسهولة

و يستسيغها وجداننا كالشهد

كذاك كان ردكـ اخـــــــي وصديقي

لك خالص احترامي